نظمت
اللجنة الولائية لمساعدة المساجين يوما دراسيا تناول موضوع دور المجتمع
المدني في إعادة إدماج ذوي السوابق القضائية، هذا اليوم الدراسي الذي افتتح
فعالياته السيد عز الدين مشري والي ولاية برج بوعريريج بحضور السلطات
المدنية والعسكرية والقضائية وفعاليات المجتمع المدني فضلا عن حضور بعض
المسبوقين قضائيا في عدة قضايا وهم اليوم يندرجون ضمن مخطط الإدماج
ويمارسون حياتهم بشكل عادي في الوسط الاجتماعي، فضلا عن حضور رئيس اللجنة
الوطنية لمساعدة المساجين.
السيد الوالي في مداخلته تطرق إلى
المسؤولية الكبيرة التي هي على عاتق المجتمع فردا فردا وأسرة أسرة من أجل
وقاية الأفراد والأبناء من الانحرافات التي تؤدي إلى عواقب وخيمة سواء على
الفرد أو المجتمع مما يستدعي تكاثف الجهود من أجل تحصين المجتمع من خلال
ممارسة الرقابة على الأبناء وتوجيه سلوكاتهم داخل وخارج البيت لتجنب انصهار
الأفراد ضمن بؤرة الآفات الاجتماعية التي تؤدي إلى الانحراف، مؤكدا في نفس
الوقت أن دور المجتمع ينطوي كذلك على السعي لإدماج المنحرفين وتجاهل ماضيهم
من خلال المساعدة على التواصل الاجتماعي والاقتصادي والحصول على فرص
الاندماج الفعلي، منوها بدور المؤسسة القضائية التي تسهر على توفير شروط
إدماج المنحرفين من خلال ظروف الاحتباس اللائقة والتكوين داخل المؤسسات
العقابية لفائدة المحبوسين فضلا عن التعليم بمختلف أطواره الذي يسمح للعديد
من المساجين الحصول على شهادات جامعية في كل التخصصات العلمية كما أكد
استعداده الدائم لاستقبال هذه الفئة وتوجيهها مثلما فعله في العديد من
المرات مع بعض المنحرفين الذين تحولوا إلى مواطنين صالحين يمارسون حياتهم
بشكل عادي أين ينجحوا في تكوين أسرة نموذجية، داعيا الشباب إلى التشبث
بالقيم الاجتماعية الأصيلة ونبذ كل الأشغال ونبذ كل الأشكال المؤدية إلى
الانحراف.
وقد عرف سير اليوم الدراسي إلقاء مداخلات
من طرف أساتذة مختصين على غرار مداخلة الدكتور أحمد مسعودان الذي تطرق إلى
موضوع الإدماج الاجتماعي للمساجين وفق رؤية علم الاجتماع مؤكدا في نهايته
مداخلته على الوقاية كأساس للقضاء على الآفات والانحراف المؤدي إلى
التظاهرة.
الأستاذ علي العربي مدير المركز الإسلامي
سلط الضوء على الظاهرة من خلال نظرة الإسلام إليها مقدما مقاربة بين
الوسائط التي تمكن من نبذ الانحراف والخيارات التي قدمها الدين الإسلامي
لمواجهة هذه الظاهرة معتبرا أن قبول المنحرفين في المجتمع شيء عادي وليس
بالمثاليات لأن الخطأ إنساني وتصحيحه هو الغاية ومنه يأتي الاندماج الحقيقي
الذي لا بد على المجتمع أن يساهم فيه.
كما تطرق جمال مسعودان رئيس مجلس إدارة
أهلي البرج إلى ضرورة الرهان على الرياضة من أجل القضاء والحد من ظاهرة
الانحراف والسلوكات الغير سليمة مؤكدا أن ملاعب كرة القدم يجتمع فيها كل
أطباق المجتمع بما فيها المنحرفون وبالتالي بات من الضروري على المسؤولين
وضع مركز اهتمامهم الرياضة لأنها كفيلة بخلق التوازن وبالتالي اندماج
المنحرفين في المجتمع.
للإشارة فقد تم بالمناسبة تكريم مجموعة من
المنحرفين السابقين الذين تم ادماجهم بعد أن قضوا فترة في السجون وهم اليوم
نموذج حي لنجاح سياسة الإدماج التي باشرتها السلطات القضائية وباركها
المواطن الجزائري والبرايجي خصوصا.